هل تعلم أن طريقة البلع التي تتبعها يوميًا يمكن أن تؤثر على نمو فكّيك وتنسيق أسنانك (العلاقة بين دفع اللسان وسوء الإطباق)؟ تشير الأدلة العلمية الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين عادة دفع اللسان (Tongue Thrusting) ومشاكل سوء الإطباق (Malocclusion)، مثل العضة المفتوحة، والتزاحم، والتقدم الأمامي للأسنان في هذا المقال، نستعرض نتائج دراسة علمية (العلاقة بين دفع اللسان وسوء الإطباق) أجريت على 500 مريض، ونعرض كيف أن عادة واحدة فقط. إذا استمرت، يمكن أن تسبب مشكلات معقدة تتطلب علاجًا تقويميًا مكلفًا لاحقًا. ما هي عادة دفع اللسان؟ عادة دفع اللسان هي سلوك فموي غير طبيعي يحدث عندما يدفع الشخص لسانه إلى الأمام بين الأسنان أثناء البلع، بدلاً من أن يستقر اللسان في مكانه الطبيعي خلف الأسنان العلوية الأمامية. في الأطفال، يُعدّ هذا النمط من البلع طبيعيًا حتى سن 4 سنوات، لكنه إذا استمر بعد ذلك، يتحوّل إلى عامل مؤثر في ظهور مشكلات تقويمية. ماذا وجدت الدراسة؟ نتائج الدراسة حول علاقة عادة دفع اللسان بأنواع سوء الإطباق أجريت الدراسة على 500 مريض في كلية طب الأسنان بجامعة سافيثا، بهدف تقييم العلاقة بين عادة دفع اللسان (Tongue Thrusting) وأنواع سوء الإطباق المختلفة (Malocclusion). تم تصنيف المرضى بناءً على وجود هذه العادة، ثم تحليل الأنماط الشائعة من مشاكل الإطباق المرتبطة بها. أظهرت النتائج أن العضة المفتوحة (Open Bite) كانت النوع الأكثر شيوعًا من سوء الإطباق المرتبط بعادة دفع اللسان، حيث شكّلت ما نسبته 51.4% من الحالات. هذا يشير إلى أن الضغط المستمر من اللسان على الأسنان الأمامية يمكن أن يمنع انغلاق الفكين بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى فراغ واضح بين القواطع العلوية والسفلية عند العضّ. أما تزاحم الأسنان (Crowding) فجاء في المرتبة الثانية بنسبة 25.2%. ويُعزى ذلك إلى تأثير وضعية اللسان الخاطئة على نمو الفك وتوجيه الأسنان خلال مراحل النمو. مما يؤدي إلى نقص في المساحة المتوفرة لاصطفاف الأسنان بشكل سليم. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن بروز الأسنان الأمامية (Proclination) كان موجودًا لدى 13.6% من المشاركين. وتُعتبر هذه النتيجة منطقية، حيث إن اللسان الذي يُدفع للأمام باستمرار يشكل ضغطًا خارجيًا على الأسنان الأمامية العلوية، ما يؤدي إلى ميلها للخارج. وأخيرًا، وُجدت التباعدات بين الأسنان (Spacing) في 9.8% من الحالات، وهي أيضًا من النتائج المتوقعة، إذ أن دفع اللسان قد يسبب توزعًا غير طبيعي لقوى الضغط داخل الفم، ما يؤدي إلى تباعد الأسنان عن بعضها. الاستنتاج العام من النتائج تشير هذه النتائج إلى وجود علاقة قوية بين عادة دفع اللسان وتطور أنواع متعددة من سوء الإطباق. خصوصًا العضة المفتوحة وتزاحم الأسنان. وهذا يعزز من أهمية الكشف المبكر عن هذه العادة والتدخل العلاجي المبكر باستخدام تقنيات مثل العلاج الوظيفي العضلي الفموي أو علاج النطق، للوقاية من المضاعفات المستقبلية في بنية الأسنان ووظيفة الفم. /Association_Between_Tongue_Thrusting_Habit_And_Mal لماذا تسبب هذه العادة مشاكل في نمو الفكين؟ عند البلع السليم، تكون الأسنان متلامسة واللسان ثابتًا في موضعه الطبيعي خلف الأسنان الأمامية. أما في حالة دفع اللسان، فإن الضغط المتكرر والمزمن على الأسنان يسبب: الدراسة تذكر أن هذه التغيرات ليست فقط عظمية بل أيضًا وظيفية تؤثر في نمط التنفس والكلام. من هو الأكثر عرضة لهذه المشكلات؟ ما الذي يمكن فعله؟ تشير نتائج الدراسة إلى ضرورة: في وحدة الإطباق الرقمي في المركز الأوروبي لطب الأسنان لدينا الحلول العلمية الحديثة. خلاصة توصلت الدراسة إلى أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين عادة دفع اللسان ومشكلات سوء الإطباق، وبشكل خاص العضة المفتوحة. كلما تم التعامل مع هذه العادة مبكرًا، كانت فرص الوقاية والتقويم الناجح أكبر. ولذا، فإن التوعية بنمط البلع السليم تعتبر حجر الأساس في تقويم الأسنان الوقائي. في المركز الأوروبي لطب الأسنان نهتم دائمًا لصحة أسنانكم، نقدم في مركزنا حلولًا متكاملة لمشاكل الإطباق وأي مشاكل متعلقة بالأسنان. في المركز الأوروبي لطب الأسنان لدينا الحلول تواصل معنا واحجز استشارتك.
قد يبدو البلع عملية تلقائية لا تستدعي التفكير، لكن الواقع أن الطريقة التي نبلع بها لها أثر كبير على صحة الفم، نمو الوجه، وتوازن عضلات الرأس والرقبة. البلع غير السليم (abnormal swallowing أو tongue thrust swallowing) هو نمط شائع يمكن أن يؤثر سلبًا على نمو الفكين، وضعية الأسنان، التنفس، وحتى النطق. ما هو البلع غير السليم؟ البلع غير السليم هو نمط بلع غير وظيفي، حيث يدفع الشخص لسانه إلى الأمام أو بين الأسنان خلال عملية البلع، بدلًا من أن يتجه اللسان إلى الأعلى والخلف باتجاه الحنك كما في النمط السليم. الأنماط الشائعة: لماذا يحدث البلع غير السليم؟ الأسباب المحتملة تشمل: ما تأثير البلع غير السليم على الوجه والفم؟ ولماذا يؤثر البلع على شكل وجه الطفل أو نمو فمه وأسنانِه؟ البلع ليس مجرد حركة داخلية، بل هو فعل عضلي يتكرر من 800 إلى 2000 مرة يوميًا! وهذا التكرار يجعل أي خلل في نمط البلع يترك أثرًا مستمرًا على العظام والعضلات في الوجه والفك. 1. سوء الإطباق (Malocclusion): عند البلع السليم، يكون اللسان في الأعلى ويدفع الطعام إلى الخلف. لكن في البلع غير السليم، يدفع اللسان إلى الأمام أو بين الأسنان، وهذا يولد ضغطًا متكررًا على الأسنان الأمامية، يؤدي إلى: تخيل أن اللسان هو “عضلة قوية” تضغط بشكل خاطئ على الأسنان مئات المرات يوميًا، مما يغير مواضعها ببطء ولكن بثبات. المصدر Association Between Tongue Thrusting Habit And Malocclusion: A Retrospective Study 2. ضيق الحنك أو توقف نمو الفك العلوي: اللسان السليم خلال الراحة والبلع يعمل كـ”قالب طبيعي” لتوسيع الحنك. فعندما يضغط اللسان على سقف الفم (الحنك)، يحفز نمو الفك العلوي أفقيًا (عرضيًا). أما في حالات البلع غير السليم، حيث يكون اللسان منخفضًا أو متجهًا للأمام: الحنك يتشكّل وينمو جزئيًا بفضل وجود اللسان فيه. عندما يغيب اللسان عن مكانه، يتوقف النمو أو يتشوّه. 3. تغير ملامح الوجه (Long face syndrome): عند التنفس الفموي أو وجود بلع غير سليم، يكون الفم مفتوحًا أغلب الوقت. هذا يؤدي إلى: الوجه لا يتشكل بالجينات فقط، بل بحركة العضلات وتوزيع الضغط المستمر – وعادة الفم المفتوح تؤثر على هذا التوازن. 4. صعوبات في النطق (Speech difficulties): النطق السليم يتطلب تحكمًا دقيقًا بوضعية اللسان، خصوصًا عند نطق أصوات مثل /س/، /ت/، /ز/. في حالة دفع اللسان: كأنك تستخدم أداة في الاتجاه الخطأ: اللسان يجب أن يدفع الصوت للأعلى والخلف، لا للأمام والخارج. 5.مشاكل المفصل الفكي الصدغي (TMJ disorders): عندما يكون البلع غير سليم، يستخدم الطفل أو البالغ عضلات الوجه بطريقة خاطئة، مثل: مع الوقت، هذا التكرار يؤثر على: حركة بسيطة خاطئة، عندما تتكرر مئات المرات يوميًا، تؤدي إلى إرهاق المفاصل الدقيقة في الوجه. المصدر pubmed./ خلاصة البلع غير السليم ليس مجرد عادة فموية سيئة، بل هو نمط عضلي متكرر يمكنه: لذلك، من المهم تصحيحه مبكرًا، خصوصًا عند الأطفال، لتفادي تدخلات جراحية أو تقويمية لاحقًا. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/tongue-thrust كيف نُعلّم المريض البلع السليم؟ خطوات تدريبية مبسطة (Myofunctional therapy): نصائح للأطباء والمعالجين Impact-of-Oral-Myofunctional-Therapy-on-Orofacial خاتمة البلع السليم ليس مجرد مهارة فموية، بل هو مفتاح لصحة فموية ووجهية متكاملة. تعليم المرضى هذا السلوك الوقائي يمكن أن يغير نمو الفكين، يقي من الحاجة لتدخلات تقويمية لاحقة، ويُحسّن النطق والتنفس. في المركز الأوروبي لطب الأسنان يوصي د. مهند الكسواني دائمًا باتباع الطرق الصحيحة لتصحيح البلع غير السليم لتفادي الإجراءات الحرجة لاحقًا؛ مدركًا أهمية البلع السليم في تعزيز صحة الفم، والتأثير في شكل الفك والوجه.