fbpx

ترتكز عملية توجيه سلوك الطفل في عيادة الأسنان على مقومات ثلاثة، هي: الطفل، الطبيب، والمؤثرات في العيادة. الطفل الذي نشأ نشأة سليمة، وعاش ضمن أسرة سعيدة ومتماسكة يصبح متوازنًا عاطفيًا وسويًا، ويتفاعل مع العملية العلاجية تفاعلًا إيجابيًا، ويسهم بدور في إنجاح المعالجة. الطبيب الذي يحمل قدرا مناسبا من التوازن الانفعالي والتماسك الذي لا تنتابه ثورة الغضب والواثق من نفسه، ويمتلك مهارات الاتصال المناسبة مع الطفل وفهم علامات القلق يستطيع هذا الطبيب إزالتها وإضعافها بأناة وفهم وصبر.  مثيرات العيادة من ضجيج الأجهزة ومنظرها ورائحة الأدوية. طرق توجيه سلوك الطفل قي عيادة الأسنان طرائق توجيه سلوك الطفل في عيادة الأسنان، ثلاثة وهي: لا دوائية (نفسية). دوائية.  التنويم. الطريقة النفسية لتوجيه سلوك الطفل في عيادة الأسنان أهم الاستراتيجيات النفسية في التعامل مع الطفل:  الاتصال يعد من أهم أهداف تأسيس تواصل فعال عند التعامل مع سلوك الطفل في عيادة الأسنان وأكثر أنواع الاتصال شيوعا الشفوي فالأطفال فخورون بملابسهم وممتلكاتهم، ويحبون أن يسألوا عنها. أما الأكبر سنا، فيمكن سؤالهم عن نشاطاتهم ومنجزاتهم الدراسية، ويجب أن تكون الأسئلة مفتوحة لا تكون الإجابة عنها بنعم أو لا، وهذه الطريقة تخلق نوعا من الراحة والطمأنينة لدى الطفل، وتكون علاقة ودية مع الطبيب وإزالة حاجز التوتر والمخاوف المرتقبة في تعامله مع أدوات العلاج والمعالجة. نوع آخر من التواصل غير الشفوي يمكن استخدامه مثلا: التربيت على كتف الطفل حيث تنقل له الشعور بالدفء وابتسامة المساعدة السنية تنقل للطفل الاستحسان والقبول. وعندما يتجنب الطفل النظر إلى عيني الطبيب أو المساعدة، فهو يعبر بذلك عن عدم رغبته في التعاون الكامل. ما يمكن ملاحظته أن التواصل يتم عبر عدة حواس؛ ولذلك تتضمن طريقة التواصل عناصر ثلاثة:  المعطي: وهو إما الطبيب أو المساعدة، ويجب أن يتم التواصل الشفوي من قبل طرف واحد فقط مع ضرورة الاهتمام بالصوت من حيث طبقته ولهجته؛ لأنه يعكس موقف المعطي من حيث الحزم والجدية. الوسيط: وهو جو العيادة من حيث تصميمها والملصقات والصور والموسيقى والمجلات وترتيبها ونظافتها، ويجب تشجيع الأطفال الصغار على لمس الأدوات غير المؤذية كالحاجز المطاطي واللفافات. ويجب الانتباه لوضع المريض على الكرسي ووضع الضوء؛ لأن تركيزه على عيونه يمكن أن يزعجه.  المتلقي وهو الطفل: يمتلك الأطفال فسحة انتباه ضيقة، فهم ينسون بسرعة لذلك يجب أن تكون الرسائل المنقولة إليهم مستمرة، فإذا اضطر الطبيب لسبب ما إلى قطع اتصاله مع الطفل يجب على المساعدة متابعة مهمته وإلا سيشعر الطفل بالخوف إضافة لما أوردناه في العنصر الثاني. اللغة والتعبير بما أن قسما كبيرا من التواصل يكون شفويا لذلك يجب الانتباه والاهتمام لما يقال وكيفية قوله أي مخاطبة الطفل حسب مستوى إدراكه، ولا يقصد بذلك أن يتحدث طبيب الأسنان بلغة طفولية، بل بما يناسب عمره. يجب أن يكون لدى الطبيب والمساعدة لغة خاصة بهما بدل المصطلحات ذات المدلول المؤذي مثلا بدل كلمة حاجز المطاط: المعطف الواقي من المطر. ويعد التحكم بالصوت مهما جدا فتبديل طبقة الصوت عند الكلام مع الطفل خلال المعالجة حسب نوعية السلوك الذي يظهره الطفل، فمثلًا الصوت الناعم اللطيف يوحي بتبدل السلوك الذي يبديه الطفل، ومن ثم الانتقال إلى طبقة صوت أعلى فيها طابع الحزم في موقف يحتاج فيه الطبيب إلى مزيد من ضبط الحركات العشوائية المربكة للمعالجة التي يظهرها الطفل. المثيرات في عيادة الأسنان الآلية النفسية في التعلم؛ تعتمد على الإثارة والاستجابة في التعلم فالمثير في عيادة طب الأسنان له عدة أشكال:  حركية: الدخول إلى غرفة الانتظار– الجلوس على الكرسي.  فكرية تخيلية: التفكير بصوت قبضة المثقب– تصور طبيب الأسنان مع أداة في يده. القلق فهو الاستجابة الحاصلة: فالطفل عند دخوله العيادة السنية حاملا معه الخبرة السنية السابقة، فإن استجابته الداخلية تكون الخوف. ويعبر عنها باستجابة خارجية هي البكاء. وفي حالة القلق يمكن استخدام ما يلي:  الحافز: يعد خلق الحافز مبدأ أساسيا في التعلم لذلك الطفل الذي يريد أسنانه قويمة، يتعاون معنا في سياق المعالجة التقويمية بشكل أفضل من الطفل الذي لا يهتم بمنظر أسنانه.  التعزيز: وهو مبدأ مهم في التعليم يقوم على تعزيز أو مكافأة الطفل على الاستجابة التي توصله إلى الهدف المنشود. مثال: السن مؤلمة؛ مثير وعامل مشجع للطفل لزيارة طبيب الأسنان. الزيارة هي الاستجابة – إزالة الألم هو الهدف – وزيارة الطفل التي تسبب له الراحة تعمل على تعزيز سلوكه.  النمذجة أو المحاكاة: تعتمد على مشاهدة أشرطة فيديو نوعية تظهر النماذج السلوكية في التعامل الناجح مع المعالجة السنية عند الأطفال. أو مشاهدة نماذج حية للأطفال حسني التكيف، ويتلقون العلاج نفسه؛ ومن ثم تشجيع الطفل على محاكاة السلوك الذي شاهده.  إزالة الحساسية وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات التي يمكن لطبيب الأسنان أن يقوم بها ومنها:  التخفيف من القلق الذي يعانيه الطفل عند دخوله العيادة لأول مرة؛ بطمأنته من قبل الطبيب المعالج مباشرة. ويمكن أن تقوم بذلك مساعدة الطبيب.  تعريف الطفل بجو العيادة، بعيدا عن أي مؤثر يمكن أن يؤدي إلى زيادة القلق الذي يعانيه الطفل. (مثلا: رؤية مريض يعالج وهو يتألم – سماع صراخ مريض– رؤية آثار لمخلفات عمل جراحي، دم.  شرح خطوات العمل مع عرض صور؛ تساعد على تبسيط المراحل التي سيقوم بها الطبيب.  السعي لجعل الطفل يقبل المعالجة؛ بتوضيح الهدف النهائي الذي سيحصل عليه الطفل بعد الانتهاء من العلاج (مثلا: لن تؤلمك أسنانك بعد اليوم- ستكون أسنانك قوية وجميلة. مع ملاحظة أنه في حال وجود خبرة سابقة غير مريحة لدى الطفل يمكن استبدالها بشرح مبسط بانتهاء الحالة المؤلمة السابقة. ما وسائل تكييف الطفل لتقبل علاج الأسنان؟ عادة يلجأ طبيب أسنان الأطفال إلى استخدام طرق خاصة لتوجيه سلوك الطفل في عيادة الأسنان، يتقبل معالجة الأسنان بدون خوف. يقوم في البداية بتقييم التكوين النفسي للطفل. يلعب عمر الطفل دورا أساسياً في تحديد التكوين النفسي كما يلي: السنة الأولى: استجابة للمنبهات الاجتماعية، الخوف من الظلام؛ لأنه يخلق شعورا بالوحدة والعزلة والخوف. وهذا يجعله يلجأ إلى مص الإصبع أو الغطاء أو الاهتزاز قبل النوم لتبديد هذا الشعور. السنة الثانية: مرحلة عدم التعاون، ويكون فيها الطفل خجولا غير قادر على التركيز، وعلى تلقي أوامر الطبيب أو فهمها. وسرعان ما ينسى هذه الأوامر. يفضل اختصار المعالجة إلى ما دون نصف ساعة. يستمد الطفل الدعم والعون والأمان من والديه؛ ولهذا يجب على الوالدين مرافقة الطفل للعيادة الأسنان، بشرط عدم تدخلهما في إقناع الطفل بقبوله العلاج وإلا يظهر على وجهيهما ما قد يسيء إلى الطفل ويزيد مخاوفه. السنة الثالثة (Me Too Age) يرغب الطفل في تقليد الآخرين، وإذا وجد سببا مقنعا، فغالبا ما يصبح متعاونا. ويسر الطفل إذا امتدحه الطبيب على سلوكه الحسن. السنة الرابعة (Why and How) طفل مليء بالنشاط الحركي والعقلي، يستجيب للأوامر الشفهية، ويمكن التوصل للتعاون معه في أثناء العلاج عن طريق تغذية نزعته الجديدة