دور طبيب الأسنان في التوعية؛ يعاني طبيب الأسنان، كما يعاني الأهل من مشاكل الأسنان عند الأطفال. فمعاناته تبدأ عندما يحضر الأهل قلقين إلى عيادته مصطحبين طفلهم الصغير. يريدون أن يخلصوه من ألم رهيب عاناه في الليلة السابقة.
يفحص الطبيب مريضه الصغير، فيكتشف أن الوقت قد فات على معالجته؛ لأن أسنانه تقريباً تالفة، ولا يصلح معه إلا القلع. وهذا يعرض الصغير لتجربة قاسية. وهو يعرف سلفاً نتائجها السيئة على انتظام أسنانه وشكل فكه ووجهه مستقبلاً.
وتتحمل الأم الجزء الأكبر في صحة طفلها؛ فهي التي تعتني به، وتهتم بطعامه ونظافته، وعليها مسؤولية العناية بنظافة فم الصغير وأسنانه. وهناك ملاحظة يلاحظها أطباء الأسنان؛ وهي أن الأم تعتني بجسم الطفل ما عدا فمه وأسنانه. فنادراً ما نرى الأم تفتح فم الطفل لتنظيفه كما تفعل لعينيه وأذنيه مثلاً.
دور طبيب الأسنان في التوعية
يبدو أن تثقيف الأم وتعليمها وإرشادها هو الأساس في أن يتجنب الطفل آلام الأسنان المبكرة.
وهنا يبرزدور طبيب الأسنان في التوعية للأهالي؛ عليه أن:
- يشرح للأم دورها في العناية والاهتمام بنظافة فم طفلها وأسنانه.
- أن يعلمها أن لا تنتظر أن يشكو الصغير لتصحبه معها للطبيب.
- فلا بأس من أن تحضره معها للفحص الدوري ومحاولة حل المشاكل الصغيرة قبل أن تكبر.
في بلادنا دور طبيب الأسنان في التوعية وحده لا يكفي؛ إذ إن معظم الناس لا يزورون الطبيب إلا في حالات الألم الشديدة. لهذا يجب أن نتبع أسلوباً عصرياً في توصيل المعلومات للناس، من خلال:
- وسائل الإعلام جميعها من راديو وتلفاز وصحافة.
- الاهتمام أيضاً بمراكز الأطفال في المدارس والنوادي ومراكز الشباب.
وإذا تعلم الطفل في السادسة من عمره أن ينظف أسنانه ويهتم بفمه، فإنه سيستمر في هذه العادة إلى أن تنتهي مشكلة الأسنان المختلطة في سن الثانية عشرة. وكلما تطورت الخدمات في المراكز الحكومية تمتد الرعاية لتشمل الأطفال في عمر سنة واحدة إلى 15 سنة. وهذه هي بداية صحيحة لتوعية السكان للسنوات المقبلة.
دور وزارة التربية بالتعاون مع الطبيب
وهناك اقتراح آخر قد يفيد في حل المشكلة:
إذ يلاحظ أطباء الأسنان أن المشكلة تستفحل في عمر المدرسة؛ أي بعد أن يبدأ الطفل في الذهاب إلى الحضانة في عمر أربع سنوات. وهذا يقودنا إلى الاعتقاد أن ما يأكله الطفل في المدرسة هو أحد الأسباب الرئيسية لتسوس أسنانه في هذه السن المبكرة. وهنا يأتي دور وسائل الإعلام والنقابة ووزارة الصحة ووزارة التربية والتنمية المسؤولة عن الحضانات؛ الذي يتمثل في منع بيع أي حلويات داخل المدرسة والحضانات ورياض الأطفال. خصوصاً الحلويات التي تلتصق بالأسنان؛ مثل الشوكولاتة والملبس والتوفي وجميع ما تراه لجنة متخصصة ضاراً بالأسنان. وتشجيع بيع المواد المغذية، أما إذا أحضر الطفل من بيته ما يريد فهذا ذنب أهله، وهم سيتحملون بالتالي نفقات علاجه، ويعانون معه من آلام أسنانه.
رهاب علاج الأسنان
وهناك مشكلة الخوف العام الذي يعانيه الناس والأمهات والأطفال، خصوصا عند ذكر علاج الأسنان.
ومن منطلق دور طبيب الأسنان في التوعية. على أطباء الأسنان محاولة إقناع الأهل أن الأمور تغيرت، وهناك وسائل حديثة جداً تخفف ألم الخلع أو أي علاج يحتاجه المريض صغيرا كان أم كبيراً.
كما أن استخدام الوسائل الحديثة في الوقاية: كاستخدام الفلورايد بتطبيقه على أسطح الأسنان المعرضة للتسوس والنخر واستعمال المواد السادة للشقوق؛ يساعد على التخفيف من انتشار التسوس. ولا يعطي الفرصة للنخر أو فقدان السن بالقلع.
وهذا يتطلب مراعاة الألوان في العيادة؛ لتكون مناسبة للأطفال؛ فالألوان الهادئة كالأزرق والبيج والزهري تساعد على أن يكون جو العيادة مقبولاً، وفي العيادات المتخصصة والمجهزة للأطفال. يستحسن عدم لبس مريول أبيض أو وضع كمامة على الفم؛ لأنه من شأن ذلك أن يزيد رهبة الطفل في العيادة.
وفي بعض العيادات، يلجأ الطبيب إلى إعطاء الأطفال هدايا صغيرة؛ مثل بالون ملون أو فرشاة أسنان صغيرة. وكتب بها رسومات للأطفال؛ إذ إنها تساعد كثيراً على زيادة رغبة الطفل في العودة إلى العيادة في الموعد التالي.
وتعريف الطفل على أدوات العيادة؛ بحيث يمسكها بيده، ويتعرف عليها مثلاً، هذه مرآة، وهذا ملقط، وهذه مغرفة صغيرة لإزالة التسوس، تجعله يتعاون مع الطبيب، ويساعده على إتمام المهمة في أسرع وقت.
وأخيراً، قد يكون هذا الاقتراح مهماً:
وهو عرض الآيات عن طريق العلاج في العيادة قبل أن يبدأ العلاج، أو في المدارس. بحيث تكون بأسلوب مشوق وجذاب، ويساعد على إزالة الخوف من نفوس الصغار. فضلا عن المسؤولين في وزارة الصحة الذين عليهم تخصيص حصتين في العام من أجل عرض أفلام ولايات ومحاضرات من أطباء متخصصين في المدارس ومراكز تجمع الأطفال. من شأن هذه التوعية أن تنعكس على صحة الأطفال مستقبلاً، وتخفف عبء العلاج على الأهل والدولة.
المرح في المركز الأوروبي
في هذا المقطع المصور من المركز الأوروبي لطب الأسنان، الأفضل في الأردن. ستشاهدون الأجواء الجميلة والمرحة التي يوفرها المركز للأطفال لخلق جو من المرح أثناء العلاج.