دائما ما نشاهد في إعلانات معجون الأسنان كيف أن رائحة الفم المزعجة تؤدي دوراً سلبي للغاية في قدرة الشخص على التحدث والتعامل مع الناس بثقة وكذلك من الناحية الأخرى تؤثر في انطباع المتلقى. و تؤدي دور سلبي في الانطباع المتكون. وتعتمد الإعلانات على أن معجون الأسنان والغسيل المنتظم للفم هو الحل الكافي للتخلص من رائحة الفم المزعجة. لكن الحقيقة أن الغسيل المنتظم للأسنان رغم دوره الأساسي، لكن يوجد بجانبه عوامل كثيرة تؤثر في هذا الموضوع، وهذا ما سنستعرضه سوياً في هذا المقال. من أين تأتي مشكلة رائحة الفم المزعجة؟ الفم منظومة غنية العناصر المتنوعة بداية من الغازات التنفسية والهواء الخارج من الرئة، مروراً بسؤال مثل اللعاب وصولاً إلى المكونات الصلبة مثل الأسنان واللسان والأغشية المبطنة للفم. لذا تتعدد أسباب الرائحة الكريهة للفم؛ منها:  أطعمة هناك بعض الأطعمة التي تستطيع جزيئاتها الصغيرة الباقية في الفم بعد المضغ أن تحدث رائحة غير مريحة في الفم لمدة، رغم غسل الفم و الاسنان. بجانب أن هناك بعض الأطعمة بعد هضمها تصل بعض مركباتها إلى الرئة حيث يُتَخَلَّص منها مع ثاني أكسيد الكربون في الزفير، وقد تكون هذه المركبات ذات رائحة سيئة، ولا يمكن التخلص من رائحتها، إلا بعد أن يقوم الجسم بإخراجها بصورة طبيعية. ومن أبرز هذه الأطعمة الثوم والبصل والكرنب والفجل والقرنبيط والسمك و القهوة.  التدخين بجوار الأضرار الشنيعة للتدخين قد تبدو رائحة الفم الكريهة مسألة بسيطة، لكنها ذات تأثير كبير على حياة المدخن العائلية والاجتماعية. مشاكل الأسنان عدم الاهتمام بنظافة الأسنان من العوامل الأساسية في رائحة الفم الكريهة. يؤدي تراكم بقايا الطعام الصغيرة بين الأسنان وعدم غسلها وتنظيفها إلى أن يصبح الفم بالنسبة للبكتريا وسط ملئ بالغذاء. وتأتي البكتريا. وتتغذى على بقايا الطعام في الفم؛ مما ينتج عنه تفاعلات كيميائية تنتج مركبات الكبريت التي تسبب رائحة كريهة في الفم. كذلك بعض تركيبات الأسنان ذات المقاسات الغير مناسبة قد توفر فراغات يتجمع فيها جزيئات من الطعام، وتتراكم عليها البكتريا مسببة رائحة كريهة.  مشاكل اللسان طبيعة السطح المتعرج للسان تجعله عرضة إلى أن يحمل بين طياته بعض أنواع البكتريا التي تتغذى على جزيئات الطعام الدقيقة المتراكمة على اللسان. مشاكل جفاف اللعاب الطبيعي أن الفم يكون باستمرار رطب بتأثير اللعاب المفرز من الغدد اللعابية. والذي يؤدي دور في الحفاظ على لزوجة الفم من الداخل؛ مما يساعد على انزلاق أجزاء الطعام إلى الجهاز الهضمي. لكن في بعض الأحيان يصاب الإنسان بحالة من نقص إفراز اللعاب وجفاف الفم؛ مما ينتج عنه بطئ تحريك جزئيات الطعام وزيادة فرصة تراكمها داخل الفم. من أشهر الحالات التي يصاب فيها الإنسان بهذه المشكلة أثناء النوم -وخاصة من يعتاد التنفس من فمه- حيث يحدث جفاف للفم؛ مما يؤدي إلى رائحة الفم في الصباح. كذلك هناك بعض الأمراض وبعض الأدوية التي تسبب هذا الوضع. مشاكل الفم والأنف و الحلق قد تسبب بعض العيوب الخلقية في سقف الفم سطحاً مناسباً لتراكم جزيئات الطعام وجذب البكتريا، مما يؤدي إلى رائحة كريهة. كذلك قد يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى مرور بعض قطرات الصديد إلى الجزء الخلفي من التجويف الفمى؛ مما يؤدي إلى انتقال رائحة الصديد عبر النفس. أيضا يوجد بعض أنواع العدوى في الجهاز التنفسي التي تسبب خروج رائحة كريهة مع الزفير أثناء التنفس و الحديث. دخول أجسام غريبة في الأنف من الأسباب الشائعة لحدوث رائحة كريهة في الفم في الأطفال هو دخول أجسام غريبة في الأنف نتيجة عبث الأطفال المعتاد في الأشياء المحيطة بهم.  المشكلة خارج الفم سبب رائحة الفم المزعجة أحيانا تكون رائحة الفم المزعجة عائدة لسبب مرض عضوي أصاب الجسم بكامله. وتكون هي مجرد أحد الاعراض، حيث يؤدي اختلال المركبات الكيميائية في الدم، وتوقف بعض التفاعلات الحيوية داخل الخلايا إلى تراكم مركبات غير مرغوب فيها داخل الجسم، مما يجعل الجسم يحاول التخلص منها بشتى الطرق. وأحد أهم طرق التخلص من المركبات الكيميائية الضارة هو انتقالها داخل الرئة من الدم إلى الحويصلات الهوائية حيث تُطْرَد في الزفير مع ثاني أكسيد الكربون؛ مما يؤدي إلى ظهور رائحة هذه المركبات في النفس و الفم. ومن أبرز هذه الأمراض: مرض السكري. في الحالات غير المنتظمة على التحكم الدوائي والغذائي للسكر في الدم، يحدث تغير في رائحة النفس؛ تصبح رائحة أسيتون (شبيهة برائحة فاكهة حامضة). الفشل الكلوي. قد يسبب نفس ذات رائحة شبيهة بالأمونيا (النشادر). الفشل الكبدي. قد يسبب في الحالات المتأخرة نفس ذات رائحة شبيهة برائحة السمك.  انسداد الأمعاء. قد يسبب رائحة نفس شبيهة برائحة البراز. بعض أنواع سرطان المعدة و المريئ. بعض أنواع عدوى الجهاز التنفسي و مضاعفاتها.  أدوية متورطة في رائحة الفم المزعجة قد تسبب بعض الأدوية رائحة فم كريهة. وفي الغالب يكون هذا موضحاً في النشرة الطبية لكل دواء إذا ما كان يسبب رائحة كريهة أم لا. ومن أبرز الأدوية التي تسبب ذلك الفيتامينات التي يتم أخذها بكميات كبيرة.  كيف تكتشف رائحة الفم المزعجة؟ من الصعب على الإنسان أن يشخص إصابته برائحة فم كريهة. ويجب على الإنسان لكل يتأكد من ذلك أن يستعين بشخص مقرب له. ويطلب منه ملاحظة رائحة فمه على نحو مباشر و صريح، وإخباره إذا لاحظ وجود رائحة كريهة أو غريبة.  كيف تتخلص من رائحة الفم المزعجة؟ إجراءات ونصائح حول التخلص من رائحة الفم المزعجة:  اغسل أسنانك بعد كل وجبة، أو على الأقل احرص على غسل أسنانك مرتين يومياً بمعجون أسنان وفرشاة تصل لجميع مناطق الفم.  استخدام الخيط السني لتنظيف الأسنان، ولكنها يجب أن لا تتحول إلى عادات لكي يضمن الفرد عدم التعرّض للإحراج.  احرص على نظافة تركيبات الأسنان التي تستعملها بعد استشارة طبيبك في الطريقة المثلى لتنظيفها ومعدل الزمني لفعل ذلك.  أشرب مياهاً كثيرة؛ لأن ذلك يساعد على بقاء الفم رطباً، ويمنع جفافه كما ذكرنا. راجع الطبيب إذا كنت مصاباً بحالة مزمنة من جفاف الفم، ليصف دواء مناسب لك لتحفيز إفراز اللعاب.  نوعية غذائك لها دور كبير. يجب التقليل من الأطعمة التي تسبب رائحة كريهة للفم. وكذلك عدم أكل أكثر من نوع منهم سوياً، حتى لا يحدثوا أثرًا اكبر.  طعام غني بالألياف قد يغنيك عن الأطعمة التي تسبب رائحة كريهة لا سيما إن كنت مصابا بمشكلة أخرى تضاعف من الحالة.  فرشاة أسنان جيدة، لا غنى عنها لتنظيف الأسنان بشكل فعال. واحرص على شراء فرشة جديدة كل فترة (5 شهور مثلاً). احرص على زيارات دورية لطبيب الأسنان للمراجعة والتأكد من عدم وجود مشاكل.  تجنب التدخين نهائياً.  ويمكن اختيار بعض الأعشاب والتوابل التي تحسّن رائحة الفم، وعلى رأسها: القرنفل والشمر واليانسون.  تناول البقدونس الذي يضاف عادة لتزيين الأكل، أمر مفيد جداً؛ لأنه يحوي “كلوروفيل” الملقب بمزيل الروائح الكريهة. ومن يعاني كثيراً من رائحة الفم يجب أن يتخلّى تماماً عن القهوة، لأن